الموارد المائية في الوطن العربي
المقدمة :
يتفاوت
الطلب على المياه بصورة ملحوظة من بلد لآخر تبعا لعدد السكان والمستويات وأنماط
التنمية الاجتماعية الاقتصادية السائدة فهناك اختلافات ملموسة بين البلدان
المتقدمة والنامية في طلبها على المياه فمثلا يزيد متوسط استهلاك الفرد من المياه
المستخدمة في المنازل في الولايات المتحدة 70 مرة عن مستوى استهلاك الفرد في غانا.
وزاد استهلاك المياه بصورة حادة في العالم من 1360 كيلو مترا مكعبا في عام 1950
الى 4130 كيلو مترا مكعبا في عام ،1990 ومن المتوقع أن يبلغ الاستهلاك 5190 كيلو
متر مكعب بحلول عام 2000 . وإن كانت استخدامات المياه تتغاير من بلد لآخر إلا أن
الزراعة تشكل النشاط الأول الذي يستنزف الإمدادات من المياه فمن مجموع المياه
المستهلكة على مستوى العالم يعد متوسط المسحوبات لأغراض الزراعة بنحو 69 في المائة
ولأغراض الصناعة 23 في المائة وللأغراض المنزلية 8 في المائة.
ولا
يعتبر ضمان الإمداد الكافي للمياه المشكلة الوحيدة التي تواجه الكثير من بلدان
العالم فحسب بل تتعلق أيضا بنوعيتها. فقد بدأ العالم منذ منتصف الستينات ينشغل
بمشكلة نوعية المياه وكان أول ما استلفت نظره تلوث المياه السطحية من مصادر معروفة
ولكنه اكتشف مؤخرا ان المياه الجوفية والملوثات المترسبة ومصادر التلوث غير
المعروفة قد تفضي الى مشكلات لا تقل خطورة عن تلوث المياه السطحية.
وفي هذا البحث نتعرف علي مصادر المياه في الوطن العربي .
معلومات عن
الوطن العربي :
تقدر المساحة الإجمالية للوطن العربي بحوالي 1402
مليون هكتار (أي ما يعادل حوالي 14 مليون كيلومتر مربع)، وهي تمثل حوالي 10.2% من
مساحة العالم. كما لا تتجاوز مساحة الأراضي القابلة للزراعة منها سوى 197 مليون
هكتار وهو ما يعادل نسبة 14.1% من المساحة الكلية للوطن العربي. وتشير الإحصائيات
إلى أن المساحة الزراعية الكلية في المنطقة العربية وصلت عام 2000 حوالي 70 مليون
هكتار فقط, ويعني ذلك أن حوالي ثلثي الرقعة الأرضية القابلة للزراعة في الوطن العربي
لا يزالان غير مستغلين، كما يعكس ذلك الطاقات الكامنة العربية للتوسع الأفقي في
الأراضي المزروعة عندما تتوافر شروط ومقومات يفتقر إليها حاليا الواقع الزراعي
العربي.
ويمكن تصنيف الموارد الطبيعية الزراعية إلى: أراض
وموارد مائية وغابات ومراع.
الموارد المائية
توزيع الموارد المائية في الوطن
العربي:
يقع حوالي 80% من المساحة الكلية للوطن العربي في
المناطق المناخية الجافة وشبه الجافة التي تتسم بسقوط متذبذب للأمطار على مدار
السنة، وبالتغير في كمياته من سنة إلى أخرى. وإذا كانت مساحة الوطن العربي تمثل
10.2% من مساحة العالم فإن موارده المائية لا تمثل سوى 0.5% من الموارد المائية
المتجددة العالمية، كما لا يتجاوز معدل حصة الفرد العربي حاليا من الموارد المائية
المتاحة, حدود 1000 متر مكعب سنويا, مقابل 7000 متر مكعب للفرد كمتوسط عالمي.
وتشير بعض المصادر إلى أن جملة الموارد المائية
المتاحة (المتجددة) في الوطن العربي تقدر بما يقارب 265 مليار متر مكعب في السنة،
تتوزع بين 230 مليارا كمياه سطحية و35 مليارا كمياه جوفية، بالإضافة إلى بعض
المياه الناجمة عن إعادة استخدام المياه العادمة من الصناعة والصرف الصحي وتلك
المتأتية من تحلية المياه المالحة.
جدول الأراضي الزراعية في الوطن العربي (ألف هكتار)[1]
المعطيات
|
1991
|
1995
|
1998
|
1999
|
2000*
|
أولا- المساحة الزراعية الكلية:
|
58.942
|
67.301
|
66.882
|
67.131
|
70.023
|
الأراضي المستديمة
|
5.632
|
6.492
|
6.737
|
6.961
|
7.082
|
الأراضي الموسمية
|
53.310
|
60.809
|
60.145
|
60.170
|
62.941
|
الزراعة المطرية
|
35.037
|
35.265
|
33.009
|
10.330
|
11.063
|
الزراعة المروية
|
8.998
|
10.280
|
10.663
|
10.330
|
10.063
|
الأراضي البور
|
9.275
|
1.5264
|
15.082
|
16.831
|
18.623
|
ثانيا- الغابات
|
64.960
|
90.013
|
93.256
|
92.127
|
100.499
|
ثالثا- المراعي
|
324.13
|
358.53
|
337.53
|
341.00
|
350.39
|
وتتوزع المياه السطحية المتاحة في
الوطن العربي كما يلي (حسب التقرير الموحد، 2001):
- 38.5% من مجموع
المياه السطحية المتاحة عربيا في الإقليم الأوسط (مصر والسودان والصومال
وجيبوتي).
- 37% منها في
إقليم المشرق الغربي (الأردن وسوريا ولبنان والعراق وفلسطين).
- 19.7% في دول
المغرب العربي (ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا).
- 4.8% في شبه
الجزيرة العربية (اليمن ودول مجلس التعاون الخليجي).
استخدامات الموارد المائية:
تقدر استخدامات المياه في الدول العربية بما يناهز
190.7 مليار متر مكعب سنويا وهو ما يمثل نسبة 72% من مجموع الموارد المائية
المتاحة. وتتوزع هذه الاستخدامات بين قطاع الزراعة بنسبة 87% والاستخدام المنزلي
بنسبة 8% والاستخدامات الصناعية بنسبة 5%. وتعكس أهمية النسبة التي يستحوذ عليها
قطاع الزراعة من جملة استخدامات المياه, ضرورة استعمال التقنيات المتطورة من أجل
عقلنة وترشيد استخدام المياه في هذا القطاع.
وتعادل جملة الاستخدامات المائية في الزراعة في
الوطن العربي 166.5 مليار متر مكعب في السنة, منها حوالي 157 مليارا تستخدم سنويا
في الري السطحي. وتقدر كفاءة هذا النظام بـ 38% في السنة، مما يعكس أن نسبة هامة
من الموارد المائية تضيع هدرا وتسربا وتبخرا وتلوثا. ويعزى الهدر في الموارد
المائية إلى عدة عوامل من بينها تدني مستوى كفاءة إدارة الموارد المائية، وتدني
مستوى أو حتى فقدان الوعي المائي وما يرتبط به من إسراف وتبذير وتلويث للمياه،
وتخلف مستوى التجهيزات والبنية التحتية في مجال استخدام المياه في أغلب الدول
العربية بصورة عامة, واستخداماتها في الري بصورة خاصة.
الخاتمة :
رغم ضعف مستوى حصة الفرد العربي من الماء في الوقت
الحاضر فإن التنبؤات المستقبلية تشير إلى أن هذا المستوى سوف ينخفض إلى حدود 460م2
في السنة بحلول عام 2025، وأنه سيصبح أكثر من نصف الوطن العربي تحت خط الفقر
المائي (التقرير الاقتصادي العربي الموحد، 2001, ص 38). تضاف إلى ذلك احتمالات
تناقص كميات المياه التي ترد من الخارج بسبب بعض الخلافات مع دول الجوار المشتركة
معها في مصادر هذه المياه, والتي تمثل 50% من المياه المتاحة عربيا والواردة أساسا
من نهر النيل ونهري دجلة والفرات ونهر السنغال.
التوصيات :
هنا نشير إلى ضرورة ترشيد استخدام الموارد المائية
المتاحة عربيا والحاجة الملحة إلى العمل على توفير المزيد من هذه الموارد، وهو ما
يستوجب تكافل الجهود العربية وتكاملها من أجل الحد من سوء استغلال المياه المتاحة
اللازمة لإنتاج زراعي يقابل الطلب على الغذاء في وطننا العربي.
المراجع :
1.
التقرير الاقتصادي
العربي الموحد، عدد سبتمبر/ أيلول 2001.
2.
المنظمة العربية
للتنمية الزراعية على الموقع: www.aoad.org
.
3.
منظمة الأغذية
والزراعة التابعة للأمم المتحدة: www.fao.org.
4.
المنظمة العربية للتنمية
الزراعية, قطاع الزراعة والثروة الحيوانية والسمكية في الوطن العربي عام 2000.
5.
المنظمة العربية
للتنمية الزراعية، الكتاب السنوي للإحصاءات الزراعية العربية، المجلد (22)،
2002. منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، الكتاب السنوي للإنتاج، المجلد
(55)، 2001.
6.
تقديرات المنظمة
العربية للتنمية الزراعية، المصدر: - المنظمة العربية للتنمية الزراعية،
الكتاب السنوي للإحصاءات الزراعية العربية، المجلد (22)، 2002.، منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، الكتاب
السنوي للإنتاج، المجلد (55)، 2001.
[1]
- المصدر: المنظمة العربية للتنمية الزراعية, قطاع
الزراعة والثروة الحيوانية والسمكية في الوطن العربي عام 2000.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق